{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)}{وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} هذا أمر بأن تنطر كل نفس ما قدمت من أعمالها ليوم القيامة، ومعنى ذلك محاسبة النفس لتكف عن السيئات وتزيد من الحسنات، وإنما عبَّر عن يوم القيامة بغد تقريباً له، لأن كل ما هو آت قريب، فإن قيل: لم كرر الأمر بالتقوى؟ فالجواب من وجهين: أحدهما أنه تأكيد، والآخر وهو الأحسن أنه أمر أولاً بالتقوى استعداداً ليوم القيامة، ثم أمر به ثانياً لأن الله خبير بما يعملون، فلما اختلف الموجبات كرره مع كل واحد منهما {وَلاَ تَكُونُواْ كالذين نَسُواْ الله} يعني الكفار، والنسيان هنا يحتمل أن يكون بمعنى الترك أو الغفلة، أي نسوا حقّ الله فأنساهم حقوق أنفسهم والنظر لها.